لماذا وجهي أحمر؟ الأسباب والعلاجات المحتملة

الجلد عضو مثير للاهتمام، فهو بمثابة خط الدفاع الخارجي لجسمنا وغالباً ما يعمل كمرآة بحيث يعكس ظروفنا الصحية الداخلية، وأحد هذه المظاهر هو احمرار الوجه التي تعتبر حالة شائعة يعاني منها الكثير من الناس. ستتطرق هذه المقالة إلى الأسباب المحتملة وراء احمرار الوجه بدءاً من الأمراض الجلدية والوراثة إلى أضرار أشعة الشمس والاختلالات الهرمونية والأدوية والتوتر والقلق والمزيد.

الأمراض الجلدية

1-الوردية

الوردية هي حالة جلدية مزمنة تسبب احمراراً مستمراً في الوجه وأوعية دموية مرئية وأحياناً نتوءات صغيرة مليئة بالقيح تشبه حب الشباب. سبب الوردية غير معروف لكن قد يكون بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.

2-التهاب الجلد الدهني

التهاب الجلد الدهني هو حالة جلدية شائعة أخرى تسبب الاحمرار ويؤدي غالباً إلى إحداث قشور وجلد أحمر في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل الجبهة وجوانب الأنف وخلف الأذنين.

3-الأكزيما

الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي هي حالة تجعل بشرتك حمراء ومثيرة للحكة. إنها أمر شائع عند الأطفال ولكن يمكن أن تحدث في أي عمر. الأكزيما طويلة الأمد وتميل إلى الظهور بشكل دوري.

العوامل الوراثية

تلعب الوراثة دوراً مهماً في تحديد رد فعل بشرتنا تجاه عوامل مختلفة بما في ذلك ميلها إلى الاحمرار، فبعض الأفراد لديهم استعداد وراثي لاحمرار الوجه، فعلى سبيل المثال الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أو الشقراء هم أكثر عرضة للإصابة باحمرار الوجه بسبب رؤية الأوعية الدموية تحت جلدهم.

أضرار أشعه الشمس

إن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة يمكن أن يسبب ضرراً كبيراً للجلد مما يؤدي إلى حروق شمسية، فالوجه المصاب بحروق الشمس يبدو باللون الأحمر ويكون ساخناً عند اللمس وغالباً ما يكون مؤلماً. إن التعرض للأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة يمكن أن يؤدي أيضاً إلى مشاكل جلدية أخرى مثل الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد.

الخلل الهرموني

يمكن أن تسبب الاختلالات الهرمونية مجموعة من المشاكل الجلدية بما في ذلك احمرار الوجه، وينطبق هذا بشكل خاص على النساء اللاتي يمررن بمرحلة انقطاع الطمث، حيث يمكن أن تتسبب الهبات الساخنة في تحول الوجه إلى اللون الأحمر، وبالمثل يمكن أن تسبب حالات مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات تقلبات هرمونية مما يؤدي إلى مشاكل الجلد بما في ذلك الاحمرار.

متلازمة السرطانات

متلازمة السرطانات هي حالة نادرة تتميز باحمرار الوجه والصدر، حيث ما يقرب من 10 بالمائة من الأفراد المصابين بالورم السرطاني يعانون من المتلازمة السرطانية. هذه الأورام هي أنواع غير شائعة من السرطان التي تنشأ عادة في الجهاز الهضمي لكن يمكن أن تنتشر إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والبنكرياس والرئتين.

تنتج الأورام السرطانية مواد شبيهة بالهرمونات بما في ذلك السيروتونين بحيث يمكن أن تساهم في تطور المتلازمة السرطانية. قد تشمل الأعراض الإضافية المرتبطة بهذه الأورام والمتلازمة السرطانية آلام البطن والإسهال وصعوبة التنفس.

سرطان الغدة الدرقية

لدى سرطان الغدة الدرقية القدرة على تغيير وظيفة الغدة الدرقية مما يؤثر على إنتاج الهرمون وربما يؤدي إلى احمرار الوجه. من بين الأنواع المختلفة لحالات سرطان الغدة الدرقية سرطان الغدة الدرقية النخاعي الذي يرتبط عموماً بالتورد؛ مع ذلك فهو يمثل حوالي 4 بالمائة فقط من جميع سرطانات الغدة الدرقية.

متلازمة تنشيط الخلايا الصارية (MCAS):

متلازمة تنشيط الخلايا الصارية هي حالة طبية تتميز بظهور أعراض تشبه الحساسية المفرطة من ضمنها خلايا النحل واحمرار الجلد وصعوبة في التنفس.

تلعب الخلايا الصارية دوراً حاسماً في الجهاز المناعي، حيث تنشأ متلازمة تنشيط الخلايا الصارية عندما يحدث إطلاق مفرط للمواد داخل هذه الخلايا في أوقات غير مناسبة.

بالإضافة إلى خلايا النحل واحمرار الجلد فإن الأعراض الشائعة لمتلازمة تنشيط الخلايا الصارية تشمل الإحساس بالحكة التي تؤثر على العينين والأنف والفم والحلق، وقد تشمل المؤشرات الأخرى انخفاض ضغط الدم وتسارع معدل ضربات القلب.

الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تسبب احمرار الوجه كأثر جانبي وخاصة تلك التي توسع الأوعية الدموية، هذه الأدوية تشمل أدوية ارتفاع ضغط الدم وأدوية الصداع النصفي والعلاجات الموضعية للوردية وبعض أدوية العلاج الكيميائي، لذلك تحقق دائماً مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا لاحظت أية تغيرات غير عادية في الجلد بعد بدء دواء جديد.

هناك بعض الأدوية التي قد تسبب احمرار الجلد لدى بعض الأشخاص وتشمل:

• حاصرات قنوات الكالسيوم
• بعض المضادات الحيوية
• موسعات الأوعية الدموية
• حمض نيكوتيني
• النترات
•  تاموكسيفين
• المواد الأفيونية مثل المورفين
• هرمون إفراز الغدة الدرقية

التوتر والقلق

يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى مجموعة متنوعة من الاستجابات الجسدية من ضمنها احمرار الوجه، ويرجع ذلك إلى استجابة الجسم ”للقتال أو الهروب“ التي تطلق الأدرينالين، حيث يؤدي اندفاع الأدرينالين هذا إلى اتساع الأوعية الدموية والسماح بتدفق المزيد من الدم من خلالها مما يؤدي إلى ظهور الوجه باللون الأحمر.

أسباب أخرى

1-الكحول

يمكن أن يسبب الكحول احمرار الوجه لأنه يوسع الأوعية الدموية مما يزيد من تدفق الدم إلى سطح الجلد، ويكون هذا التأثير ملحوظاً بشكل خاص لدى الأفراد الذين يعانون من حالة تسمى تفاعل تدفق الكحول أو ”تدفق آسيوي“ وهي أكثر شيوعاً عند الأشخاص المنحدرين من أصل شرق آسيوي.

2-الحساسية

يمكن أن تسبب ردود الفعل التحسسية أيضاً احمرار الوجه، وسواء كان ذلك رد فعل على الطعام أو الغبار أو حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة فإن استجابة الجسم لمسببات الحساسية غالباً ما تتضمن احمرار الجلد والتهابه.

3-ممارسة التمارين الرياضية

يؤدي المجهود البدني الناتج عن ممارسة الرياضة إلى رفع درجة حرارة الجسم مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد للمساعدة في تبريد الجسم مما يؤدي إلى احمرار الوجه.

4-الظروف الجوية

الظروف الجوية القاسية - سواء كانت شديدة البرودة أو شديدة الحرارة - يمكن أن تؤدي إلى احمرار الوجه، حيث يمكن للرياح الباردة أن تشقق الوجه وتحرقه، بينما يمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى احمرار الجلد بسبب تمدد الأوعية الدموية.

5-الأطعمة الحارة

يمكن أن يتسبب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل في تحول وجهك إلى اللون الأحمر لأن الكابسيسين - المركب الذي يعطي الفلفل الحار حرارته - يمكن أن يحفز النهايات العصبية في الجلد مما يسبب الاحمرار والتعرق.

كيفية علاج احمرار بشرة الوجه؟

إن فهم السبب الجذري لوجهك الأحمر هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال. إذا استمر احمرار الوجه وكان يسبب الانزعاج فمن المستحسن دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية أو طبيب الأمراض الجلدية لاستبعاد أية حالات صحية كامنة. تذكر أن بشرتك هي الانعكاس الخارجي لصحتك الداخلية لذا اعتنِ بها جيداً!

مع أن خيارات العلاج المحددة قد تعتمد على السبب الكامن وراء احمرار الوجه لكن انظر إلى بعض الاستراتيجيات العامة التي يمكن أن تساعد على تخفيف احمرار الوجه والسيطرة عليه:

1-تحديد المحفزات ومعالجتها: انتبه إلى العوامل التي قد تؤدي إلى احمرار الوجه أو تفاقمه مثل بعض منتجات العناية بالبشرة أو التعرض لدرجات الحرارة القصوى أو الأطعمة الغنية بالتوابل أو تناول الكحول أو التوتر، حيث يمكن أن يساعد تجنب أو تقليل التعرض لهذه المحفزات على تقليل الاحمرار.

2-روتين لطيف للعناية بالبشرة: استخدم منظفات خفيفة ولطيفة مصممة خصيصاً للبشرة الحساسة أو المتهيجة، أيضاً تجنب كريمات التقشير والمواد الكيميائية القاسية التي يمكن أن تزيد من تهيج الجلد.

3-القيام بالترطيب بانتظام: اختر مرطباً مناسباً لنوع بشرتك يساعد على ترطيب وتهدئة البشرة، وابحث عن مكونات مثل السيراميد أو حمض الهيالورونيك التي يمكن أن توفر الترطيب دون التسبب بتهيج البشرة.

4-الوقاية من الشمس: قم بحماية وجهك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من خلال وضع واقٍ للشمس واسع النطاق بعامل حماية من الشمس (SPF) يبلغ 30 أو أعلى بشكل يومي وقبل الخروج إلى الهواء الطلق، واختر واقيات الشمس الطبيعية التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم لأنها تميل إلى أن تكون أقل تهيجاً من واقيات الشمس الكيميائية.

5-تقنيات التبريد: إن وضع كمادات باردة أو استخدام رذاذ الوجه مع مكونات مهدئة مثل جل الصبار يمكن أن يوفر راحة مؤقتة عن طريق تقليل الالتهاب وتهدئة الجلد.

6-المكونات المهدئة: ابحث عن الكريمات أو الأمصال الموضعية التي تحتوي على مكونات مضادة للالتهابات مثل مستخلص الشاي الأخضر أو مستخلص البابونج (الأزولين) أو النياسيناميد (فيتامين ب 3) أو مستخلص جذر عرق السوس (جليسيرين) أو دقيق الشوفان الغروي الذي له خصائص مهدئة معروفة في تقليل الاحمرار.

7-الاستشارة الطبية: إذا كنت تعاني من احمرار الوجه المستمر المصحوب بأعراض أخرى مثل الحكة أو الحرقة أو التورم أو الألم أو إذا كان يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية فمن المستحسن استشارة طبيب الأمراض الجلدية، حيث يمكنه تقديم التشخيص المناسب والتوصية بالعلاجات المفيدة مثل الأدوية الموصوفة أو الكريمات الموضعية المصممة خصيصاً لحالتك المحددة.

تذكر أن الاستجابات الفردية قد تختلف للعلاجات، لذلك من الضروري العثور على النهج الذي يناسبك بشكل أفضل بناءً على السبب الكامن وراء احمرار وجهك.