
تم نشره في 8 فبراير 2025
عقلية ريادية ونمو الشركات الناشئة: رؤى من محمد نصري في ساوث بوتكامب
تم التحقق من الحقيقة
أقيم ساوث بوتكامب في مدينة بوشهر الساحلية خلال الفترة من 29 يناير إلى 1 فبراير 2025، حيث جمع مجموعة ديناميكية من مؤسسي الشركات الناشئة والمبتكرين ورواد الأعمال الطموحين. ويأتي هذا الحدث ضمن سلسلة متنامية تهدف إلى تجهيز الجيل القادم بالمهارات المستقبلية من خلال بيئة تعليمية قائمة على التجربة والتعاون.
صُمّم البوتكامب ليكون منصة لتبادل المعرفة والتعلّم العملي من الواقع، حيث شمل جلسات تفاعلية، ولقاءات مع متحدثين بارزين، وفرصًا لبناء العلاقات، وكل ذلك بهدف تعزيز النمو الريادي والابتكار المؤثر.
ومن بين المتحدثين المميزين في هذا الحدث كان محمد نصري، الشريك المؤسس لشركتنا بلورنس.
العقلية الريادية: أكثر من مجرد بيزنس
في كلمته، شدد نصري على الدور الجوهري للعقلية الريادية في تحقيق النجاح المستدام. وأوضح أن المهارات التقنية واستراتيجيات الأعمال ضرورية، إلا أن المهارات الشخصية—مثل التكيّف، والوعي الذاتي، والتفكير الاستراتيجي—هي ما يشكل الفارق الحقيقي في النتائج طويلة المدى.
وأشار إلى الفرق الجوهري بين "عقلية الموظف" و"العقلية الريادية". فبينما يركّز الموظف على تنفيذ مهام محددة، يزدهر رائد الأعمال وسط الغموض، ويبحث عن الفرص، ويقود التغيير برؤية أوسع.
وتتطلب الشركات الناشئة بطبيعتها هذا النوع من العقلية، حيث يشارك أعضاء الفريق في جميع جوانب العمل—من تطوير المنتج والتقنية إلى العمليات والاستراتيجية. وهنا تصبح مهارات مثل الصمود، واتخاذ القرار، والقدرة على التكيّف مع التغيير المستمر أمرًا ضروريًا.

تطوير المنتجات: ما بعد التقليد
من المحاور الرئيسية في جلسة نصري كانت تطوير المنتجات، وتحديدًا أهمية خلق قيمة فريدة بدلًا من مجرد تقليد النماذج القائمة.
انتقد نصري التوجه الشائع في محاكاة نماذج أعمال عالمية ناجحة، مثل منصات التجارة الإلكترونية أو تطبيقات مشاركة الركوب أو الأسواق الرقمية. وأوضح أن نجاح هذه النماذج في مكان معين لا يعني نجاحها في مكان آخر، بسبب الاختلافات الثقافية والاقتصادية والتقنية.
ودعا إلى ضرورة الفهم العميق للسوق المحلي، وتصميم حلول تتماشى مع احتياجات المستخدمين الحقيقية ضمن السياق المحلي الفريد. فهنا يبدأ الابتكار الحقيقي.
السؤال الأهم الذي يجب أن يطرحه رائد الأعمال لنفسه ليس: "ما النموذج الذي يمكنني نسخه؟"، بل: "ما المشكلة التي يمكنني حلّها لإحداث أثر حقيقي؟"
فكر بشكل أكبر: حل مشكلات حقيقية
شجّع نصري المشاركين على تبني عقلية حلّ المشكلات بنظرة عالمية. وبدلاً من التركيز فقط على التحديات المحلية أو المألوفة، دعاهم للتفكير الطموح:
لماذا لا نُطوّر محرك بحث أفضل؟
لماذا لا نواجه تحديات ضخمة مثل الزهايمر أو السرطان أو الأزمات البيئية أو الأمن الغذائي أو حتى استكشاف الفضاء؟
هذه ليست دعوة للسعي وراء الأرباح السريعة، بل دعوة لإحداث تغيير ذو مغزى. الشركات الناشئة التي تركّز على حل مشكلات حقيقية هي تلك التي تستمر وتُشكّل ملامح المستقبل.
خلق القيمة هو الجوهر
أكد نصري أن تحقيق الأرباح ليس الهدف الأساسي، بل هو نتيجة طبيعية لتقديم قيمة حقيقية. فالشركات الناشئة التي تنطلق من مشاكل حقيقية وتعمل على حلها تكتسب ثقة العملاء، وتبني ولاءً طويل الأمد، وتحقق نموًا مستدامًا.
وهذا الفلسفة تشكّل حجر الأساس في طريقة عملنا في بلورنس، حيث نضع خلق القيمة في صميم الابتكار وتطوير المنتجات واستراتيجيات النمو.

ساوث بوتكامب: منصة للنمو
شكّل ساوث بوتكامب منصة فعّالة للتعلّم والتعاون وبناء المجتمع. ومن خلال الجمع بين روّاد الأعمال الناشئين والخبراء، أتاح الحدث فرصًا لتبادل الرؤى والخبرات العملية وبناء علاقات مهنية عميقة.
ما ميّز هذا البوتكامب حقًا هو رؤيته الشمولية، حيث امتدّ تأثيره إلى ما هو أبعد من المراكز التقليدية للابتكار، ليشمل مجتمعات ومواهب متنوعة، مانحًا الفرصة للجميع للوصول إلى المعرفة والموارد التي تُطلق شرارة ريادة الأعمال.
في بلورنس، نفخر بدعمنا ومشاركتنا في مبادرات كهذه، لأنها تنسجم مع مهمتنا في تعزيز الابتكار القائم على حل المشكلات الحقيقية وخلق قيمة طويلة الأمد.
























